أ ش أ - حذرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية من أن إسرائيل ستكون الخاسرة فى حال دمرت علاقتها مع مصر المرتبطة معها بمعاهدة سلام موقعة بين الجانبين منذ عام 1979 بعدما لاحظت أن وسائل الإعلام الإسرائيلى تشن حملة ضخمة عليها منذ شهور بسبب عمليات التسلل والتهريب عبر حدودها إلى قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة فى تقرير لها نشر اليوم أنه لا فائدة ستعود على إسرائيل إذا ما قامت بتدمير علاقتها مع مصر فى وقت تلعب فيه دور الوسيط فى قضية الجندى الأسير جلعاد شاليط المحتجز بحوزة ثلاث مجموعات فلسطينية بينها حماس منذ يونيو 2006، وفي الوقت الذي تعتبر فيه الشريك الأكبر في عملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط.
تساءلت هآرتس هل تناست إسرائيل الدور المصرى الذي يستطيع تغيير كثير من الأمور بالشرق الأوسط وهل استبدلتها بدول أخرى، معتبرة أن ذلك سيشكل خطأ كبيرا للحكومة الإسرائيلية.
وأوضحت أن أى شخص يطالع الوثائق الحكومية الإسرائيلية عن معاهدة "كامب ديفيد" سيكتشف أن مصر وقعت المعاهدة لرغبتها الحقيقة في السلام وأنها لن تحيد عن السلام مع إسرائيل حفاظا على مصالحها هى أولا.
وانتقدت الصحيفة الاتهامات الإسرائيلية لمصر بالتقصير فى حماية حدودها ووصفتها ب "الخاطئة" فى إشارة إلى انتقادات وزيرة الخارجية تسيبي ليفني إلى مصر التي أثارت انتقاد الرئيس حسنى مبارك واعتبرها تجاوزا للخطوط الحمراء.
وذكرت هآرتس أن القوات المصرية استطاعت خلال الشهور الماضية أن تعثر على أسلحة ومواد متفجرة قبل حتى وصولها إلى سيناء ومنها إلى إسرائيل أو قطاع غزة كما دمرت العديد من الأنفاق المستخدمة للتهريب بين مدينتى رفح المصرية والفلسطينية وأوقفت العشرات من الأشخاص الذين يشتبه فى صلتهم بنشاطات مسلحة ضد إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى الفوائد التي جنتها إسرائيل من التوقيع على اتفاقية السلام مع مصر التي وضعت حدا للصراع بين الجانبين وترتب عليها تبادل التمثيل الدبلوماسي بين القاهرة وتل أبيب.
واستطردت "لا بد دائما أن نشيد بمعاهدة السلام مع جارتنا التى جعلت إسرائيل بأحسن أحوالها حيث وضعت المعاهدة نهاية للحرب الشاملة التي دخلت فيها إسرائيل ضد العالم العربي دون نجاح ملحوظ كما أنها جعلت 80 دولة في العالم تعترف بدولة إسرائيل ومهدت الطريق للمفاوضات مع الفلسطينيين بدلا من حالة الحرب الدائمة".
وأكدت الصحيفة أن السلام بين مصر وإسرائيل لم يتزعزع رغم العراقيل التي وقفت أمامه مثل اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات فى عام 1981 وحرب لبنان الأولى والثانية والانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية.
ودعت الحكومة الإسرائيلية إلى عدم التضحية بالسلام الذي ظل قويا كل هذا الوقت بسبب تصريحات ليفنى أو غيرها من المسئولين الإسرائيليين.